فرد جناحيه سعيدا بانه الان قادرا على الطيران فقد كبر الجناح و ظهرت الوانه الجذابة و اصبح الان قادرا على ان يحلق و يطير عاليا و يذهب الى اى مكان دون خوفا او رهبة فلطالما احس انه لا يجد نفسه فى ذلك العش الصغير ،او ربما لم يعد شعوره مثلما كان من قبل ، لم يعد يستمتع بما كان يسعده من قبل ، اصبح ينظر الى نفسه و الى العالم الخارجى و يتسأل :
فى اى شىء يرغب؟؟ ، ماذا يريد؟؟ ، هل يظل باقيا فى عشه ام يحاول ان ينطلق بعيدا ؟؟،
كان يرى الطيورالمهاجرة ترحل من مكان الى مكان فيشتد شوقه الى الرحيل ،و كان يرى امه وهى تحيطه بجناحيها وتضمه فى حضنها فيستمتع بذلك الدفء ، و ينطلق يحلق مع رفاقه يلهو و يلعب فيشعر بالحب و المودة ........
و لكنه لم يعد يشعر بكل تلك الاحاسيس ، خرج ليبحث عن نفسه ، عن كيانه ، ليكتشف ما يدور بداخله و يعرف ماذا تريد ، لم يعارضه احد و لم يقف فى طريقه احد فلطالما احبوه و ارادوا له كل الخير و لكنه اصبح بعيدا عن كل من حوله ، كان يحلق بعيدا عنهم و عندما يعود يجد فى عيون امه كل الحب الذى يختلط بكل الخوف ، كان يفهم جيدا نظرة الحب و لكنه لم يفهم نظرة الخوف تلك او ربما فسرها على انه خوف الام على ابنها من الفشل او عدم تحقيق ما يريد ولكنه لم يسالها يوما لماذا هذا الخوف الى ان جاء اليوم الذى قرر فيه ان يرحل مع الطيور المهاجرة ان يذهب و يهاجر معهم الى حيث يرتحلون فى كل مكان
وحين صارح امه بقراره راى نفس النظرة تتحقق امامه فاراد ان يطمئنها بانه الان صار قويا قادرا على الطيران و انه يرغب فى ان يحقق ذاته و يجد الحضن والمكان الدافىء الذى يحتويه و يشعره بكيانه ... و لاول مرة افصحت امه عما بها : قالت :
كنت اخاف عليك من تلك اللحظة التى تبلغنى فيها انك راحل و انك لم تعد تشعر بان عشك و رفاقك هم الحضن و الدفء بالنسبة لك.
اعلم انك اصبحت قويا كى ترحل و تنطلق بعيدا و لكن تذكر انك قويا بمن حولك ،
قويا بكل الذين يحبونك، قويا بكل الذين تحتاج اليهم و يحتاجون اليك.
ارحل ... فلا مانع لدى، و لكن اعلم ان عشك سوف يظل دائما بانتظارك كى تملاه بالحب و الدفء
تركها العصفور دون كلام فقد آن آوان الرحيل و انطلق و هى تنظر اليه و لا تدرى
هل سيفهم معنى كلامها و يعود فى قراره ام لا فهى لا تستطيع ان تجبره على
شىء و ان كان لا يشعر بمدى حب العش و دفئه فلن تستطيع ان تشعره هى
بذلك ................ (( يا ليتها قالت هذا .......... ))
************************************************** **