صندوق العجائب
تراني أقف عند ذلك الصندوق المسمى بصندوق العجائب
عــفواً ((صندوق المصائب )) بمسماي
امسك به وافتحه وانحي نحوه مسقطه رأسي داخله لأتأمل
وأقلب بأناملي محتواه فأذا بي أمسك بألبوم صور
يضم صور متنوعة .....
بدون أدراك ما أعي شردتًُ وتاه فكري وثقلت أناملي
واعتصر قلبي .... استوقفتني صور هي ذاتها عجب العجائب اقلب بأناملي متصفحي واترك خلفي بصماتي مطبوعة على تلك الصور
أاه ثم ااه لقد اختفت بصماتي ليحل مكانها بصمات
مثقلة مكللة بالألام والأحزان....
أول الغيث قطرة
من تلك الصور:
صورة للحروب والتفجيرات وما تخلفه من دمار ومن خسارة ارواح
ومن الضحية؟ ومن الذي يدفع الثمن ؟
أنهم شيوخ كبار
بدلاً من الأخذ بيدهم ومساعدتهم
تراهم يقذفونهم الى الهلاك ... الى
الممات ....
وكذلك هناك الأطفال الأبرياء وقد لحق بهم الأذى
فمنهم من شوهت تلك الحروب معالم وجوههم ومنهم
من تسببت في خسارتهم بفقد عضو من أعضائهم ,
فنهبت منهم براءتهم وسرقت منهم ضحكاتهم .
غريبة تلك الأيدي التي تمتد لتمزق جلودهم الرقيقة
وأي عقل يحركها لتسرق طفلاً من عالمه وتقذف
به في عالم السياط والقذائف .
لا أرى سوا حمرة الدماء وقد لطخت ملامح الأطفال..
هاهي دمعة حارة ملتهبة تجري على خد طفلاًًً يتيم..
وأم ثكلى.. وشيخ هرم رصاص لم يتوقف
فزع وأمال تعصف بها السبل ولم يبقى
على الشفاه الاّ عبارات الحسرة والتنهدات وماضي لن يعود
أين النظرة الى الأمل عندما تنظر اليهم؟
أين البسمة في وجوههم ؟
, أين الضحكات التي تسمعها وهم يلعبون؟
لا يوجد غير الصراخ والبكاء والالم
فلا عجب
صورة أخرى الآ لمتني
وأنا أرى البلدان الفقيرة التي لا تعتريها البلدان الغنية أي اهتمام
وهم يموتون جوعاً
ويتضرعون عطشاً لا يجدون من يأويهم ...
هذه أم تناظر ما حولها لعلها تجد ما تبحث عنه وهي قطرة ماء
لتروي بها غليل أطفالها..
تراها صارخة أريد خبزا لأبني.
ترى الطفل يتلوى جوعاً تعتليه صرخات يتبعها بكاء يتفطر
اليها القلب
وما عليها الا أن تسكتهم وتسليه وتوهمهم بان الغذاء
سوف ينجز ....
وما هو الا إناء به ماء يغلي لتسّكت به أنينهم
ليرتاحو قليلا من البكاء ليستجمعوا قواهم ليبدءوا من جديد الصراخ والبكاء ...
وترا تنهيدات الأمهات تخرجها بحسرات ناطقة بأنين من ينقذ اطفالنا
أين المشاعر الإنسانية ؟
أين القلوب العطوفة؟
أين من أنعم الله عليهم بنعمة الثراء؟
ليحسوا بإخوانهم الفقراء
أين البلدان الغنية لتساهم ولو بالقليل لتسد جوع هؤلاء الأطفال اللذين لا ذنب لهم الاّ أنهم جاؤء في زمن الا انسانية
ولا شي يبقى غير الصراخ والبكاء والألم
فلا عجب
وتتبعها صورة أخرى شهادات تغسل وتحنط وتدفن
وجهد يضيع وقلب محروق ينزف دماً ...
شهادات مخنوقة معصورة في قبضة أيادي تشوقت لتحتضن
تلك الشهادةالجامعية
الذي يفتخر بها كل من
تحّمل صعوبة الدراسة وسهر وتعب ليصل في النهاية
إلى مبتغاه وأمله لينتقل لمرحلة أخرى في
حياته وهي مرحلة العمل,....
ولكن تصدمه الحقيقة المره وهي اليأس
وضياع الأمل .
ولا جدوى غير شباب يصل الى العطالة والبطالة
يصل بهم الحال الى السرقة والنهب والى الموت البطيئ
الى المخدرات
لينسوا همومهم وأحزانهم وأمالهم
كيف دفنت ,وكيف تحطمت ,وأحلامهم
وهي ترتدي جبة الإنكسار
يقتلها ظلم هذا البلد.. يتساوى فيها
الجاهل والمتعلم تنكسر فيها قلوب باتت ضئيلة
تكتب بحبر دمها حزنهاوألمها
ولا شيئ يبقى غير الحزن والبكاء والألم
فلا عجب
وصور كثيرة
تستوقفني وتشدني وتحزنني وتسرق مني
راحتي وتوقظني من سباتي
لا أرى سوا عالم يحيط به اللون الأحمر.
فمثلاً عالم اسهم الأوراق المالية والمساهمات العقارية المتعثرة
التي دفعت معظم الناس الى الهاوية
لا ارى غير قيثارة حزينة تعزف وتعصف بكل ما يمس البشرية الانسانية..
لا ارى غير احلام وشموع وأمال ذائبة
ولا شيئ يبقى غير الحزن والبكاء والألم
فلا عجب
ما يسعني الا ان اقف امام ربي وخالقي
ومعبودي لأشكو عنده سوء حالنا وكيف وصل بنا
الحال والى اين يأخذنا ويجرفنا زماننا
((اللهم غير حالنا بأحسن حال ))